الجشع والتجارة

من همومنا اليومية ، جشع بعض التجار ، حيث هؤلاء القوم ، لا رادع لهم ولا حسيب ، ويصولون ويجولون في ربوع البلاد في كل اتجاه في سبيل الحصول على ما ندخره من فتات الراتب الذي سبق وان سلبوه منا عن طريق سلعهم التي لا غنى لنا عنها، هؤلاء القوم با معشر المواطنين ، لديهم انظمة وقوانين خاصة ، لا علاقة لها بقانون الدولة ، ولهم حكومة خاصة ، يستشفون منها الانظمة والقوانين واللوائح التي تدر عليهم من الماء ذهبا ومن المواد الغذائية الماسا ، ومن مواد البناء وقطع غيار السيارات كنوز لا حصر لها .
فبعد استقرار الوضع السوقي بكافة المنطقة ، وانخفاض التضخم الى حدود تكاد تكون معقولة ، نجد جشع بعض التجار في بلدنا الحبيب لم يستجيبوا لذلك الوضع ، وعندما نرا بداية التضخم بعين المستهلك ستجد ان رفع الاسعار كان اسرع من انطلاقة طائرة نفاثة ، وان عودة الاسعار الى ماكانت عليه لم تكن بعد ، وللامانة توجد بعض الاسعار قد خفضت لكن لاحظ ماهي السلع التي خفضت اسعارها ، انها سلع لا تستخدم اوان تاريخ الانتهاء اوشك على الانقضاء ، وحتى هذه اللحظة لا توجد سلع استهلاكية قد خفضت اسعارها حتى الان ، الدليل على ذلك راتب المستهلك ، حيث ان قيمة المواد الاستهلاكية يتجاوز قسط السيارة وعادة ما يكون القسط يعادل 3000 ريال ، ويتكون افراد الاسرة المستهلكة الواحدة كمتوسط هو خمسة افراد ، وبما اننا اقحمنا مبدأ الاقساط ، فهل تعلم ان هناك تجار مواد غذائية استهلاكية يقومون ببيع السلع الاستهلاكية عن طريق برامج التقسيط ، نعم حقيقة ، هناك من يفعل ذلك ، ولكن السؤال الخنفشاري هنا يقول ، الهذه الدرجة وصل الحال بنا
ان جشع بعض التجار ، قد اسهم اسهاما فادحا برفع درجة الفقر ، فاصبح اكثر من نصف المجتمع تحت خط الفقر ، والفقر هنا يعني بما اننا دولة تعتبر من الدول الرائدة بتصدير الذهب الاسود ( النفط ) ، ودولة غنية بمواردها الطبيعية ، ودولة تتمتلك اكبر افتصادات العالم ، تجد ان المواطن الذي يتقاضى راتبا متوسطا بقيمة 7000 ريال ، وان متوسط افراد الاسرة 5 افراد ، فهنا بامكانك ان تحسب كم يبقى له من هذا المعاش ، فعلا سبيل المثال مواطن راتبه 7000 ريال ادخار مبلغ ايجار الشقة بواقع 1500 ريال ،لديه سيارة جديدة قيمة القسط الشهري 2500 ريال ، وتكاليف المعيشة على اقل مستوى هو 3000 ريال ، وفواتير الخدمات ( جوال – كهرباء - ماء .... ) ما يقارب 2000 ريال ، مصاريف نثرية ( صيانة السيارة – مواد خفيفة للابناء ) تعادل 500 ريال ، هنا احسب جميع المصاريف وانظر الراتب.
ان التجار في زمننا هذا بدأو يتاكثرون عددا ومالا ، وللاسف من اين لك هذا غائب كليا عن الساحة ، قانون تستخدمه الدول المتقدمة والمتخلفة الا نحن ، وذلك لسبب بسيط وهو ان بعض الاسماء الكبيرة متورطة في تضخم بعض افراد المجتمع وجعلهم تجار تحت غطاء ما يقدمونه من مهرجانات ثقافية وغيرها.
اخير لن نغير شيئا ، ولكن نملك نظاما مدعوم بسلاح قدسي الا وهو الدعاء ، وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم.